داعش تطالب بإلغاء الدولة فمن يتواطأ معها
د.نسيب حطيط
إن تحقيق مطالب داعش والنصرة يؤدي لإلغاء الدولة في لبنان بالتواطؤ مع بعض اللبنانيين سراً وعلانية ويجعل لبنان ولاية من دولة داعش بإسقاطه عن بعد وبشكل سريع وسهل.
تطالب داعش والنصرة بالأمور التالية:
- الإفراج عن 400 موقوف من الإرهابيين الذين قاتلوا الجيش في نهر البارد وعبرا والمناطق اللبنانية.
- تطالب بتأمين ممر آمن من عرسال لإمداد المسلحين في جرود القلمون لقتال النظام والشعب السوري.
- تأمين مقر آمن في عرسال وجوارها للإرهابيين قبل فصل الشتاء.
- فدية مالية لتأمين معيشة المفرج عنهم والإستجمام بعد سجنهم.
إن تلبية المطالب تسقط الدولة ومنظومتها بسبب تواطؤ البعض وعدم جرأة الآخرين وتسهل الإنتحارالذاتي،
فالقضاء الذي أنهك نفسه طوال سنوات سيرى أحكامه شطبت بسكين داعش وتآمر داخلي ولن يجرؤ قاض على إصدار حكم ضد إرهابي خوفاً على نفسه وعائلته.
الجيش والقوى الأمنية ستتفكك عندما ترى نفسها على مائدة الإرهاب الداعشي بلا غطاء ولا حصانة مما يسقط الأمن الإجتماعي ويحول لبنان لمخيم كبير للنازحين واللاجئين الفلسطينيين الذين يتمتعون بالحصانة ويعيشون على حساب البنانيين من كهرباء ومياه ويشغلون الوظائف ويمكن ان تتكرر تجربة اللبنانيين الذين كانوا "يتفرغون " في المنظمات الفلسطينية كمقاتلين.
سيتحول اللبنانيون في وطنهم إلى "اللبنانيين الحمر" لأنهم سيصبحون أقلية بين النازحين واللاجئين والعاملات الأجنبيات وسيطالب النازحون بتمثيل نيابي أكثر (حيث يمتلكون أكثر من نائب في البرلمان من أصل لبناني) وبعدد أكبر من الوزراء.
الدولة على طريق الإنهيار تحت وطأة الأعباء المالية العامة والإضرابات والكهرباء وشح المياه وسجناء رومية والنازحين واللاجئين ... دولة تتقاذفها المشكلات والتهديدات والتمديد والفراغ والفقر والبطالة والإعتداءات الإسرائيلية.... والجميع نائمون ولا يشعر أحد أن الكيان والوجود على مستوى الوطن والطوائف والأحزاب على حافة الهاوية.
ونسأل... ماذا لو قامت داعش والنصرة بإنقلاب شامل في لبنان عبر النازحين بمؤازرة اللاجئين وتواطؤ بعض اللبنانيين...ماذا لو أصدرت داعش فتوى خطف الجنود والدرك الذاهبين إلى ثكناتهم ؟
تفرغ القرى من رجالها كل يوم ويبقى العمال والنازحون السوريون في القرى والمخيمات ..ماذا لو سيطروا عليها؟
الدفاع عن النفس ليست مهمة الجيش والقوى الأمنية فقط أو الأحزاب فقط.. إنها مسؤولية وواجب كل مواطن أن يدافع عن نفسه وعرضه وماله فكل لبناني الآن مهما كان مذهبه أو حزبه حزبياً كان أو مستقلاً عليه مسؤولية الإنخراط في مقاومة التكفير وأدواته بالسلاح بالمقالة بالأفكار بالحذر والحيطة.
لا مجال الآن للترهات الداخلية الجوفاء... وليبادر القادة الروحيون لعقد قمة روحية ضد التكفير وحماية لبنان ومنع الفتنة المذهبية ويلزموا رجال الدين التابعين لهم بذلك.
فليبادر السياسيون أحزاباً وفعاليات لعقد مؤتمر إنقاذ وطني داخل لبنان لتجميد الخلاف الداخلي وإعلان الحرب على التكفير فالسفينة تغرق بالجميع سنة وشيعة ودروز ومسيحيين ... لاخيمة فوق رأس أحد .
فليبادر الإعلام بكل مستوياته وإختصاصاته للإتحاد بمواجهة التكفيريين وحفظ الوحدة الوطنية والعيش المشترك والقيم الدينية والأخلاقية فلا سبق صحفي إذا أشتعلت الفتنة ... السبق الإعلامي من سيطفئ فتنة وينقذ مخطوفاً ويبعد الأذى عن الجميع.
من يريد أن يصيب لبنان ما أصاب ليبيا والعراق والصومال فليصمت.... ويعلن الحياد ليجد نفسه مذبوحاً أو مخطوفاً وبلا مال أو قصر أو لقب.
الدولة في خطر والكيان في خطر والشعب بكل مكوناته في خطر فلا تصمتوا ولا تنحنوا أمام داعش والنصرة فإننا نملك القوة الكافية لردعهم وهزيمتهم وليبدأوا بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق الإرهابيين والمعتقلين من داعش والنصرة والجيش الحر الذين يقومون بأعمال إرهابية في لبنان وإذا تقاعست الدولة فليبادر الشعب بتشكيل لجان الدفاع الوطني ويعامل التكفيريين بالمثل حتى يعودوا لرشدهم وننقذ لبنان من وحشيتهم وتكفيرهم.